ارض الاحلام
ارض الاحلام
ارض الاحلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ارض الاحلام

ارض الاحلام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذكرات طبيب عراقي ميّتٌّ يحيا....وحيٌّ يموت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
aboshehab
المدير العام
aboshehab


المساهمات : 308
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
العمر : 36
الموقع : www.basels.yoo7.com

مذكرات طبيب عراقي ميّتٌّ يحيا....وحيٌّ يموت Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات طبيب عراقي ميّتٌّ يحيا....وحيٌّ يموت   مذكرات طبيب عراقي ميّتٌّ يحيا....وحيٌّ يموت Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 18, 2009 11:41 am

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين قائد الغر المحجلين نبينا وحبيبنا
محمد وعلى أله وصحبة أجمعين لاسيما خلفائة الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان وعلي
ومـن سـار على نهجهم إلى يـوم الديــن
....................

مذكرات طبيب عراقي
ميّتٌّ يحيا....وحيٌّ يموت
في
مساء أحد الأيام الحافلة بالمعارك الضارية في أواسط الثمانينات ، وقفتْ
سيارةُ الإسعاف قرب باب غرفة الطوارئ في البصرة ؛ كي تُنزلَ اثنين من
الجرحى. الأول مبتورُ الساق فاقدُ الوعي من شدّة النزف يكادُ يفارقُ
الحياة، والثاني مصابٌ بشظيّةٍ في صدرهِ لكنه واعٍ يسيرُ على قدميه غير
أنه يُعاني من ضيق التنفس.
وضع الجريحان على أسرّة الطوارئ. بدأنا
بالأول الذي كان يلقفُ النفس وقمنا بإسعافه فوراً بالإنعاش ووضعتُ الأنبوب
في قصبته الهوائية عَبر فمهِ وبدأتُ بتعويضه بالسوائل والدم حتى استعادَ
وعيَه وسحب الأنبوب بإحدى يديه من فمه ثم تحدّث وحمدَ الله أن نّجاه. وفي
تلك الأثناء تمكنّا من إيقاف نزيف ساقهِ ودفعناه إلى غرفة العمليات.
أمّا
الثاني فإنه استلم السوائل والدم أيضاً، ثم قام أحد الجرّاحين ببزلِ صدره
؛ أي غرز أنبوبٍ بين أضلاعهِ لسحب الدم ، وهو إجراءٌ ضروري وحتميّ حين
يُصابُ الصدرُ بطلقٍ أو طعنةِ سكّين، إذ به يخرج الدم والهواء الذي يدخلُ
بين الرئةِ والجدار الصدري، فتعودُ الرئةُ إلى طبيعتها وبعد أن بزلَ صدر
الجريح سالت كمياتٌ كبيرة جداً من الدم المتجمع عبر الأنبوب وقمنا بتعويضه
بخمسة أكياس دم فضلاً عن عشرة أكياس سوائل.
حينئذٍ قلتُ للجراح إنَّ
الجريح مصابٌ بتمزق في وعاءٍ دموي كبير ، ولا بدّ له من عملية فتح الصدر ،
فماذا تقول؟ قال: أوافقك الرأي ولكن مَن سيفتحُ الصدر؟ فقلتُ: مَن غيرُك؟
قال: وهل أنا جرّاح صدر؟ قلتُ: وهل غيرُكَ في المشفى؟ توكّل على الله
ودعنا نأخذه إلى غرفة العمليات وأنا أتحمل مسؤولية تخديره وإلا فإنه سيموت
حتماً. قال: لكني لا أجيد السيطرة على النزوف الرئوية. قلت: لا تتردد يا
أخي ودعنا ننقذُ الجريح، قال: إنّ العملية فيها مسؤولية. قلتُ: وهل من
مسؤولية إذا كنّا موقنين أن الجريح سيموت؟ وما زلتُ أحاولُ معه إلا أنه
تردّد ولستُ ألومُه ؛ لأنَّ الزمنَ الذي نعيشه لا يرحمُ المبدعين ولا ينظر
إلى انجازاتهم بل يتصيّدُ الأخطاء وعلى أي حال لم يبقَ أمامنا إلا أن نضخّ
الدم والسوائل لهذا الجريح المسكين لعلَّ النزفَ يتوقـّف، ولكن ما من
جدوى. و ما هي إلا نصفُ ساعة أو أكثر حتى أعيتنا الحجج وفارق المسكين
الحياة رحمه الله، وهكذا فلقد كنـّا أمام حالتين .. أحدهما يوشِكُ على
الموت وتُكتب له الحياة ، والثاني يدخل إلى الصالة يسير على قدميه ويخرجُ
من عندنا جثـّةً هامدة بسبب عدم وجود جرّاح صدر متخصص.و لِكُلِّ أَجَلٍ
كِتَابٌ
منقووولــ

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله
وصحبة تسليما كثيرا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://basels.yoo7.com
 
مذكرات طبيب عراقي ميّتٌّ يحيا....وحيٌّ يموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ارض الاحلام :: الحب والادب والشعر :: قصه قصيرة-
انتقل الى: